الفرق بين النظر والإبصار
الفرق بين النظر والإبصار
حينما وصف الله جل وعلا آلهة المشركين بالنظر المجرد من الإبصار , كان ذلك الوصف الحق الذي ينبغي أن توصف به {وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ } [ الأعراف : 198 ] وحينما ذم الله هذه الآلهة التي تُدعى من دون الله جل وعلا وصفها بعدم قدرتها على الإبصار وليست قدرة النظر لأن الفرق بينهما شاسع كما ها هنا , وقد وُصفت كما في قوله : { ألَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) } [ الأعراف : 195 ] .
البصر في اللغة العربية:
ورد في معجم لسان العرب، قال ابن الأَثـير، فـي أَسماء الله تعالـى البَصِير، هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافـيها بغير جارحة، وقـيل: البَصَر حاسة الرؤْية. وقال ابن سيده: البَصَر حِسُّ العَيّنٌ والـجمع أَبْصار
قال سيبويه: بَصُر صار مُبْصِرا، وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه علـيه، وأَبْصَرْت الشيءَ: رأَيته. وباصَرَه : نظر معه إِلـى شيء أَيُهما يُبْصِرُه قبل صاحبه. وباصَرَه أَيضاً: أَبْصَرَه.
" حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون }، ما تدعوهم إلى الهدى . وكأن مجاهدا وجه معنى الكلام إلى أن معناه : وترى المشركين ينظرون إليك وهم لا يبصرون فهو وجه ، ولكن الكلام في سياق الخبر عن الآلهة ، فهو بوصفها أشبه .
قال أبو جعفر : فإن قال قائل : فما معنى قوله : { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون } ؟ وهل يجوز أن يكون شيء ينظر إلى شيء ولا يراه ؟
قيل : إن العرب تقول للشيء إذا قابل شيئا أو حاذاه : " هو ينظر إلى كذا " ، ويقال : " منزل فلان ينظر إلى منزلي " إذا قابله . وحكي عنها : " إذا أتيت موضع كذا وكذا ، فنظر إليك الجبل ، فخذ يمينا أو شمالا " . وحدثت عن أبي عبيد قال : قال الكسائي : " الحائط ينظر إليك " إذا كان قريبا منك حيث تراه ، ومنه قول الشاعر :
قال أبو جعفر : فإن قال قائل : فما معنى قوله : { وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون } ؟ وهل يجوز أن يكون شيء ينظر إلى شيء ولا يراه ؟
قيل : إن العرب تقول للشيء إذا قابل شيئا أو حاذاه : " هو ينظر إلى كذا " ، ويقال : " منزل فلان ينظر إلى منزلي " إذا قابله . وحكي عنها : " إذا أتيت موضع كذا وكذا ، فنظر إليك الجبل ، فخذ يمينا أو شمالا " . وحدثت عن أبي عبيد قال : قال الكسائي : " الحائط ينظر إليك " إذا كان قريبا منك حيث تراه ، ومنه قول الشاعر :
إذا نظرت بلاد بني تميم بعين أو بلاد بني صباح
يريد : تقابل نبتها وعشبها وتحاذى .
قال أبو جعفر : فمعنى الكلام : وترى ، يا محمد ، آلهة هؤلاء المشركين من عبدة الأوثان ، يقابلونك ويحاذونك ، وهم لا يبصرونك ، لأنه لا أبصار لهم . وقيل : " وتراهم " ، ولم يقل : " وتراها " ، لأنها صور مصورة على صور بني آدم عليه السلام . "
قال أبو جعفر : فمعنى الكلام : وترى ، يا محمد ، آلهة هؤلاء المشركين من عبدة الأوثان ، يقابلونك ويحاذونك ، وهم لا يبصرونك ، لأنه لا أبصار لهم . وقيل : " وتراهم " ، ولم يقل : " وتراها " ، لأنها صور مصورة على صور بني آدم عليه السلام . "
وعندك إبصارك في حادثة سيدنا موسى في القرآن الكريم , تجد :{ ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين }[ الأعراف : 108 ] فلم يقل للـ"مبصرين " لأن نظرهم حينها كان نظراً معزولاً عن التأمل الباطن , فكأنهم أغشوا أعينهم وجعلوا عليها أكنّة لئلا ينير الحق قلوبهم .
وحينما استحث الغاوي فرعون قومَه ليروا ملكه قال لهم : { ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون} [الزخرف 51 ]
أما النظر seeing ,looking, considering, believing : طلبُ معرفة الشَّيء من جهة غيره ومن جهته أو طَلب الهُدَى.
فالفرق بيّن وشاسع بين الأمرين , غير أن القرآن الكريم أشار إلى ذلك قبل قرون عابرة , فسبحان من أعمى أناساً عن الهدى وطمس على بصيرتهم قبل أن يطمس على بصرهم ...
------------------------------------------------------------------------------
المصادر :
1- القرآن الكريم
2- معجم لسان العرب
3- تفسير الطبري
4-مصادر أخرى
الفرق بين النظر والإبصار
Reviewed by Unknown
on
4:36 ص
Rating:
Reviewed by Unknown
on
4:36 ص
Rating:

ليست هناك تعليقات: