تحذير للكافه "المصالحة الفليسطينية الأسرائيلية" بقلم‏:‏ د‏.‏ مصطفي محمود

مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل وصلت الي مفترق طرق يوذن بطلاق لا رجعه فيه وفراق لا لقائ بعده‏..‏ والمشكله بدات بمصطلحات جديده اختلقها خيال المفاوض الاسرائيلي‏..‏ فلم يعد اليهود يتكلمون عن حائط المبكي والمسجد الاقصي وانما عن خرافه جديده اسمها جبل الهيكل لا وجود لها الا في اخيلتهم‏..‏ فلا جبل هناك‏..‏ وانما هناك حائط المبكي والمسجد الاقصي الخاص بالمسلمين‏..‏ وماحدث هو ان خيال اليهود رجع بهم الي الوف السنين في الماضي البعيد لمحو هذا الحاضر المولم الذي لا يعجبهم حيث لم يكن هناك الا جبل نحتوا منه الهيكل الذي اقاموه علي ايام سليمان‏..‏ وهذا الهيكل الان هو كائن خرافي لا وجود له في خيالهم‏..‏ اين هو ؟‏!!‏ انه تحت الارض‏..‏ تحت ارض ماذا‏..‏ ؟؟ تحت ارض المسجد الاقصي‏.‏

ومن الواضح انه لا يمكن الوصول الي هذا الهيكل الخرافي الا بهدم المسجد الاقصي وانتزاعه من جذوره‏..‏ وبذلك خلقوا هدفا جديدا للاتفاق هو ازاله الموجود لاحياء ماضيهم‏.‏
واذا كانوا لا يتكلمون عن هذه الازاله صراحه‏..‏ الا انها اصبحت شرطا مضمرا في كلامهم‏..‏ فهم يتكلمون عن جبل الهيكل ولا جبل هناك ولا هيكل‏..‏ والكلام تحول الي احلام شرطيه تملا جميع تصريحاتهم‏..‏
والمفاوضات تحولت الي تدليس وتلبيس وكهانه
والمطلوب ان تكون لدي الفلسطينيين مرونه‏..‏
مرونه في ماذا ؟ لم يبق الا احياء الكهانات اليهوديه علي انقاض المقدسات الاسلاميه‏.‏

ولم يبق للمفاوض الفلسطيني الا قبول العدوان الصريح الذي وصل الي شطب التاريخ الاسلامي كله وهدم المسجد الاقصي من اساسه‏.‏
واليهود يستندون الي ظهيرهم المتين ال جور والي حبر الاحبار القادم جوزيف ليبرمان‏.‏
وهم ليسوا في عجله من امرهم‏..‏ ولا مانع من مط المحادثات واطاله المجادلات فالوقت وقتهم والزمن زمنهم‏..‏
والله يبتلي المسلمين باعز مااعطاهم‏..‏ تاريخهم ومقدساتهم‏.‏
ما المخرج ؟‏!!‏
لا مخرج‏.‏
وعلي اليهود ان يتراجعوا عن هذا التدليس والا
والا ماذا ؟‏!!‏
انهم لا يخشون باس الفلسطينيين فلا باس لهم‏..‏
ولا يخشون باس المسلمين فلا رابطه تجمعهم‏..‏
والسياسه العالميه الحاليه هي التخويف من كل ماهو اسلامي واتهام الاسلام بكل نقيصه‏.‏

والاعلام والفضائيات الاجنبيه تدمغ الاسلاميين بالارهاب والعنف والعدوان وتتحدث عن اليهود المعتدي عليهم المظلومين ضحايا الهولوكوست والمحرقه المساكين المجني عليهم من الجميع في اشفاق وتحسر‏.‏
وفي هذا الجو المشحون بالاكاذيب والاضاليل تبدو الظروف مواتيه لابنائ العم اكثر من اي وقت مضي‏..‏
وفي هذا المسرح المعد سلفا تتضح النيه لذبح اضحيه اسمها الحق العربي الماسوف علي شبابه‏.‏
ولا يبقي للمسلم الا ايمانه ويقينه بربه‏.‏
وهنا تكمن الحكمه الالهيه لكل مايجري‏.‏

انه ابتلائ مثل ابتلائ ابراهيم غليه السلام قبل ان يلقي به في النار وامتحان للقلوب اراده رب العالمين لكل مسلم حاكما كان او محكوما ولكل الحكومات العربيه التي افائ الله عليها من خيراته ومكنها مما هي فيه‏.‏
ولم يعد من الاختيار بد‏..‏ ولا مفر من اتخاذ موقف‏..‏ ولا مفر من اختيار طريق‏.‏

اختيار بين ذل وكرامه وبين عزه ووضاعه وبين الانتصار للحق او الانتصار للباطل بين الثقه بالله او الثقه بالدولار وبين ارضائ الصديق الامريكي او ارضائ الضمير العربي‏.‏
امتحان للكل بلا إستثناء‏.‏
هل انتم مسلمون حقا‏..‏ ؟‏!‏
ومن ربكم‏..‏ ؟
وماحقيقه انتمائكم‏..‏ وماحقيقه ايمانكم‏.‏
ولن يفلت احد من الفرز
وسوف يخرج كل واحد وهو مدموغ بحقيقته موسوم بصفته الي يوم الدينونه‏.‏
انه مفترق الطرق الذي نلتقي به في كل لحظه اختيار لقرار نتخذه‏.‏
ولكنه مفترق طرق خطير هذه المره‏.‏
والهروب من الاختيار مستحيل والخطا قاتل‏.‏
وهانحن جميعا نستوي في البلاء‏..‏ ولن نستوي في نتيجه الامتحان ابدا‏.‏
ولن ينفع الغش ولن يجدي التحايل‏.‏
من انت‏..‏ ؟‏!!‏ اخرج بطاقتك‏..‏ وقل لنا مع اي فريق تحارب‏.‏
هذا ماسوف تقابل به ربك بلا رتوش وبلا مكياج‏.‏
والسلام الذي يحلم به الكل لن يحدث‏..‏

انما هو مجرد تضييع وقبت وادخال للمفاوض في متاهه من الدهاليز لكسب الانصار والحلفاء حتي تحين الفرصه التي يستطيع الخصم فيها ان يغافلك ويقطع راسك‏.‏
هكذا‏..‏ كل دعاواهم للسلام تخدير وتنويم واضاعه للوقت‏.‏

لكن الصدام قادم في الطريق‏..‏ والحرب واقعه‏..‏ وهم يريدونها حربا دينيه‏..‏ واذا صدقوا في انها دينيه فان الله وحده هو الذي سيضع توقيتها ويختار ابطالها‏.‏
هل تقرا قرانك‏..‏ انت تعلم اذن اننا سندخل القدس وسندمر كل مابنوا فيها وكل ماعمروا‏..‏ هكذا تقول سوره الاسراء‏.‏
والمعني انهم سوف يشيدون ويعمرون وسيكون لهم في القدس بقاء لاجل‏.‏
ثم تاتي الحالقه التي لا تذر فيها دارا ولا ديارا‏.‏
وصبرا ال ياسر‏.‏
لن اقول‏..‏ فموعدكم الجنه‏..‏ فالجنه لا يدخلها المستسلمون المتواكلون وانما يدخلها الابطال المناضلون الذين لا يقبلون الضيم ولا يساومون في المبادئ‏.‏

ولا اعني بهذا الصبر‏..‏ المعني الشائع الذي تردده الاغاني‏..‏ لا اعني صبر الاحلام واسترخاء العزائم‏..‏ في انتظار الفرج الموهوم‏.‏
انما اطالب بصبر الاعداد والاستعداد‏..‏
صبر الفتوه واليقظه لاصبر الاستجداء وطلب الصدقات
صبر التدبير والتخطيط وشحذ الهمم لا صبر المغلوب وانتظار المكتوب‏..‏
وياعطارين دلوني الصبر فين اراضيه‏..‏

صبر الدول القادره‏..‏ العظيمه في امكانياتها‏..‏ لا صبر المتسولين علي ابواب الاضرحه‏..‏ السائلين الرزق دون عمل‏.‏
نحن بضع عشره دوله عربيه‏..‏ لها صوت وتاريخ وحضور ومواقف‏.‏

وقديما اصدر الملك فيصل رحمه الله في حرب‏73‏ قرارا تاريخيا غير به مسار الاحداث‏..‏ ونحن نوشك ان ندخل في مواجهه‏..‏ لا اقول ندخل‏..‏ بل اقول ندفع دفعا الي مواجهه مصيريه يمكن ان تنسف التاريخ والجغرافيا للمنطقه كلها‏.‏
فاين عقولكم وفيم انتظاركم يااخوه
انه ليس فنجان شاي عابر وثرثره‏.‏
بل هي صيحه تحذير للكافه من عدو حقيقي له اطماع شرسه‏.‏

ولفت الانظار الي خطر جسيم سوف تنعكس نتائجه المدمره علي كل دوله عربيه‏..‏ وفي المدي الزمني الابعد سوف يمس استقلال كل كيان عربي‏..‏ بل واقتصاد وثروات كل دوله عربيه في قطر الدائره‏..‏ وسوف يوثر في لقمه عيش كل مواطن‏..‏ وسوف يجلب معه اطماعا جديده تبحث عن اسواق وتطلعات ماديه تبحث عن غزوات وعطش يبحث عن مصادر للمياه وجوع يتلصص علي مواطن الثروه‏.‏
وسوف يحرث هذا العدو الارض من جديد ليصنع طبقه مواليه له ويشتري ذمما ويبيع ذمما ويفسد الارض بما لا يخطر علي بال‏..‏ وسوف تتسع دائره تهديده لتطول الكل‏..‏ وسوف يصنع كل هذا وهو قادر عليه‏..‏
ان الصهيونيه دمرت النسيج الثقافي الامريكي بل والاوروبي‏..‏ وهي علي تدمير الدول العربيه اقدر‏.‏
وانظروا الي اثر الصهيونيه في الاعلام والصحافه والسينما والانترنت متي لعب الاطفال واغاني الكباريهات‏.‏
وهي كالعاده تعمل في الخفاء وتستعمل ايدي الاخرين وعقولهم وتستاجر القتله واللصوص وعصابات المافيا لتصل الي اغراضها
وماذا يحدث للعالم اذا انت سممت مجاري المائ وافسدت الذمم والاذواق ولوثت الافكار والمبادئ.‏
ماذا يبقي‏..‏ ؟‏!!‏

هل كان يخطر علي بال احد ان توجد في المانيا في يوم من الايام اكثر من اربع محطات تليفزيون تجاريه تذيع العمليه الجنسيه طوال الليل علي الشباب‏..‏ المانيا بلد الوقار وعاصمه الموسيقي السيمفونيه ومهد اوبرات فاجنر وموزار وباخ وبيتهوفن‏..‏ المانيا عاصمه الفكر والفلسفه والفن‏.‏
وماجري لالمانيا جري علي تركيا وايطاليا وفرنسا وهولندا وفنلندا وانجلترا وامريكا‏.‏
وفي الدنمارك الكوكايين والهيروين يباع علي الارصفه‏.‏
وفي بلجيكا دعاره الاطفال وخطف الاطفال‏..‏ والاتجار في الاطفال الان مهنه رائجه لها زبون‏.‏
وفي امريكا نوادي الشذوذ الجنسي ومافيا المخدرات هي موضه البهوات الشيك‏..‏ وفيها كنائس تزوج الرجل بالرجل والمراه بالمراه‏..‏ وفي اوروبا كنائس مثيله‏.‏
من كان ورائ هذه الشبكه الاخطبوطيه للفساد والافساد ؟‏!!‏
اقراوا بروتوكولات حكمائ صهيون تجدوا الاصول التلموديه لكل هذا الافساد بهدف القضائ علي روسيا القيصريه وهدم العروش الاوروبيه وانهائ البابويه واستعمال الامم والشعوب كحيوانات يركبها ويقودها الشعب المختار‏..‏ وبهدف اباده الحضاره وتفكيك الامم والشعوب وتخريب المجتمعات ومحو الاديان واقامه مملكه داود ليكون دين موسي هو الدين الوحيد‏..‏ وليغدو ملك اليهود هو بابا العالم اجمع‏..‏ وفي سبيل ذلك تباح كل الجرائم وتستحل الحرمات ويفتي بقتل اي انسان يقف في وجه هذا المخطط‏..‏ وتنفق الاموال الهائله في تمويل هذه الشبكه العنكبوتيه الهائله التي تلتف حول جسد العالم كله‏.‏
وماذا بعد‏..‏ ؟‏!!‏

ان المعركه الكبري والاشتباك النهائي مع هولاء الشياطين سوف يكون في قلب العالم القديم‏..‏ في القدس وماحولها‏..‏ وسوف نكتوي بنار الابتلاء الختامي‏..‏
هل يقف العرب يتفرجون من اعلي التياترو وتخوض فلسطين الحرب وحدها
‏..‏ وهل
وهل تحارب مصر وفلسطين وحيدتين
ان الدمار لن يستثني احدا والشرر المتطاير سوف يحول المنطقه الي اتون

هل تعطي مصر ظهرها للجحيم وتخلي مسئوليتها‏..‏ استحاله‏..‏ فالكل سوف يكتوي بالنار‏..‏ الداخلون فيها والهاربون منها‏..‏ لا مهرب‏..‏ ولا فرار
حروب الانسان مع الشياطين قدر الهي لا مفر منه‏.‏
وهذا شرفنا الوحيد‏..‏ فكيف يهرب الانسان من شرفه؟
لا توجد كراسي الواج ولا بنوار يحجزها الاخوه المسالمون للفرجه المامونه
ولهواه الفروسيه نقول هذا يومكم‏..‏ ارونا فروسيتكم‏.‏
ولهواه الصلح وتلفيق الحلول السلميه‏..‏ نقول لهم‏..‏ لن تكون هناك حلول سلميه‏..‏ انتهي الامر‏..‏ افتحوا عيونكم علي الواقع الخطير الذي يدبر لكم بليل‏..‏
ان الكل يقف لكم بالمرصاد‏.‏

اقراوا قرانكم واستمعوا الي مايقوله ربكم عن وعد الاخره مخاطبا اليهود في سوره الاسراء
فاذا جائ وعد الاخره ليسوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مره‏(‏ منتصرين ايام عمر بن الخطاب‏)‏ وليتبروا ماعلوا تتبيرا‏(‏ اي ليدمروا كل مارفعتم من بنيان‏)‏ الله يتكلم عن حرب قادمه ولا يتكلم عن مفاوضات وانما عن صدام حتمي‏.‏
وعن الميقات الذي اسماه ربنا وعد الاخره يقول ربنا في اواخر سوره الاسرائ لليهود بعد عبور البحر‏..‏
وقلنا من بعده لبني اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الاخره جئنا بكم لفيفا‏(104‏ ـ الاسرائ‏)‏ وقد جاء ربنا بهم لفيفا بالفعل وجمعهم اشتاتا من كل الامم في اسرائيل‏..‏ فنحن اذن في الميقات‏..‏ والصدام وشيك‏.‏
لقد قضي ربنا بهزيمتهم وانتهي الامر‏.‏
فكيف نتخلف عن هذا الشرف العظيم‏.‏
وهل منا من يستطيع ان يسبق اجله او يتخلف عنه‏..‏ ان الموت كتاب
مااجمله من ختام
وسعدائ حقا من يكون هذا ختامهم
ولا اتعجل قضاء ولا ادعو الي منازله
وانما اهز الكراسي الوثيره

واقول‏..‏ افيقوا يااخوه‏..‏ اجتمعوا‏..‏ تشاوروا‏..‏ فكروا في الاحتمالات‏..‏ انظروا الي المستقبل‏..‏ انتم مسئولون ؟‏!!‏ اليس كذلك ؟‏.‏ وكلنا مسئول‏..‏ فنحن جميعا في قارب واحد تطوح به العواصف‏..‏
وهذا اوان الصحوه‏..‏
قفوا وقفه رجل واحد‏.‏