ADS 2

قبيله الشواذ بقلم : د‏.‏ مصطفي محمود .


في مبدا التاريخ البشري ومنذ الاف السنين ايام سيدنا لوط ظهرت قبيله شاذه من البشر انحرفت بشهواتها الي حب الذكور دون الاناث واثر كل جنس الجنس الذي يماثله‏..‏ الذكر يطلب الذكر والانثي تطلب الانثي وكان هذا اول تمرد علي الطبيعه وعلي خالق الطبيعه‏,‏ فقد جعلوا من الشهوه هدفا يطلبونه لذاته وليس للاخصاب او الانجاب‏...‏ وانما لمجرد افراغ الشهوه وقضاء الوطر ومتعه اللحظه‏.‏
وكان معني هذا تعطيل سنه الانجاب والتكاثر التي ارادها الله ليخرج من نسل ادم وحواء ملايين وبلايين الخلق ليعمروا الارض‏.‏
وهم بهذا العصيان ردوا الصنعه علي الصانع واختاروا هوي نفوسهم‏.‏
وكان الرد الالهي هو ابادتهم‏..‏ لم يمهلهم الله ليوم الحساب شان العصاه العاديين‏..‏ لان هذا التمرد لو انه ساد وانتشر فسوف يمنع المقدور من امر الله فكان لابد من استئصالهم‏..‏ وكان ما حدث من رجمهم وابادتهم بما يشبه القنبله الذريه هو ختام القصه‏...‏ واختفت هذه القبيله من علي وجه الارض‏.‏
ودار التاريخ دورته لتستمر سنه الله في التزاوج والانجاب وليصل عدد البشر الي سته الاف مليون منذ ايام‏..‏
وفي الاواخر من هذا القرن عادت سنه الشذوذ الي الظهور‏.‏
وهذه المره تركهم الله لحالهم لان سنه الله قد تمت واقتربت دوره البشريه من ختامها واشرف الكون علي شيخوخته وليس في مراد الخالق الاتيان بملايين جدد‏.‏
وراينا المجتمعات العلمانيه تفتح ابوابها لهولائ الشواذ‏..‏ فامريكا سمحت لهم بدخول الجيش وفرنسا وضعت قوانين جديده تسمح بزواج الرجل بالرجل وزواج المراه بالمراه‏...‏ وظهرت كنائس في اوروبا توفق بين هذه الرووس في الحلال وتنظم الميراث والتعامل والزواج والطلاق
وسيكون انتشار هذه القبيله معناه توقف الانجاب واصابه الامم بالعقم‏,‏ ثم الفنائ والانقراض‏...‏ وسوف يكون معناه ان يرث المستضعفون من المهاجرين السود والشعوب الصفرائ ارض امريكا واوروبا التي يعملون فيها كشغاله واجراء‏.‏
انهم لايدرون في امريكا واوروبا ان العقاب هذه المره سيكون اباده من نوع اخر‏...‏ اباده اختياريه بانتحار الجنس الامريكي والجنس الاوروبي كله وذلك بالعزوف عن وضع الشهوه في موضعها واهدارها في عمليات جنسيه غير مثمره‏.‏
وسيكون انتشار هذا الداء هو علامه النهايه‏...‏ لهم‏..‏ ثم للدنيا كلها وللكون الذي اشرف علي شيخوخته‏..‏
هل يدرك هولائ الشواذ انهم ينتحرون‏...‏ وينحرون ذرياتهم معهم‏..‏ لا اظن‏..‏ فقد قال الله لنبيه الخاتم محمد عليه الصلاه والسلام بصددهم
لعمرك‏..‏ انهم لفي سكرتهم يعمهون‏..‏ هكذا جاء في القران‏..‏ وما زالوا تنطبق عليهم الايه‏..‏ فهم في سكرتهم يعمهون‏.‏
ويظنون في سكرتهم انهم هم الذين يعيشون الحياه بطولها وعرضها واننا نحن المحرومون المغفلون‏.‏
وهكذا يظن اللص الذي يهرب بغنيمته والقاتل الذي يهرب بجريمته وشاهد الزور الذي يفلت بفعلته وسارق اللذه الذي يفوز بلذته والخائن الذي يكسب بخيانته‏..‏
يظن كل هولاء انهم الاذكيائ الفائزون الرابحون الذين اهتبلوا الفرصه وفازوا بطيبات هذه الدنيا وتركوا لنا الاخره بجناتها ونعيمها‏..‏ ومايرون في هذا النعيم الا اساطير واحلام يقظه وخيالا وامانيا لا وجود لها‏...‏ فما بعد الموت الا التراب وكل وعود الاديان اساطير واوهام
ولم يمت احد منهم ليرجع ويقول لنا القول القاطع‏...‏ والموت ختم مطلسم والطريق اليه احادي الاتجاه والذاهب فيه لايعود‏...‏
وسيظل السوال مفتوحا وعلامه الاستفهام قائمه‏....‏ والموقف كفر او ايمان ؟‏!!‏ ولا احتمال ثالث‏...‏
لكن الا يثير التامل والتدبر في مصير هولاء الشواذ ان الله حكم عليهم بالاباده في القديم‏..‏ وحكموا هم علي انفسهم بالاباده في اجيالهم اللاحقه‏..‏ فنسلهم منقطع وعقبهم مقطوع‏!!‏
والذي يفكر في الاستنساخ منهم فانه بحاجه الي بويضه ليحقق الاستنساخ ولا بويضه الا بانثي‏.‏
فالحكم بالاباده صدر وليس من الله بد‏..‏ فهم بائدون بالعقم لامحاله وفي ذلك برهان الهي ودليل رباني علي فساد قضيتهم‏.‏
لكن لا احد منهم يفكر‏..‏ وانما الواحد منهم يشتهي فقط‏.‏
انه شهوه مقطوعه الراس
وعقل سقط منه المنطق
ماسر كل هذه الحفاوه بالشواذ في الغرب؟‏!!‏
هذه حكايه اخري‏..‏ فلهم في الغرب جمعيات ونواد ونقابات وتنظيمات‏..‏ واعلام‏..‏ وصحف‏..‏ وافلام‏...‏وحكايه كبيره
ومن وراء الفساد‏...‏ افساد منظم‏..‏ وفنون مكرسه لهذا الافساد‏.‏
وللشيطان دوله ورائ الدوله‏.‏
ولقد قامت دوله الشيطان منذ ادم‏..‏ حينما قال لربه في تبجح‏...‏ انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين‏...‏ حينما تكبر ابن النار علي ابن الطين واراد ان تكون له اليد العليا
قامت دوله النار من ساعتها‏..‏ ورايتها‏..‏ الكبر‏...‏ وشعارها‏..‏ الانا‏.‏
وقد دخلت اسرائيل تحت هذا اللوائ حينما اعتقد شعبها انه المختار من الله المفضل علي العالمين
وتحت لواء الكبر التقي كل الاشقيائ من البشر‏.‏
واهل الشقائ مله واحده هي مله الاعتراض‏...‏ والاختلاف‏.‏
وما كان الكل الا امه واحده فاختلفوا
ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك
وقد تركنا الله نختلف‏..‏ فقد خلقنا مختارين وارادنا مختارين‏..‏ ناتيه باختيارنا او نعرض عنه باختيارنا‏...‏ وعلي هذا يقوم مبدا الحساب‏..‏ فلا حساب الا لمختار‏..‏ وخلق الله الملائكه التي تلهم بالخير كما خلق الشياطين التي تلهم بالشر
فنحن لا نتلقي الايحاء من جهه واحده وانما من جهتين في وقت واحد‏.‏
وتستجيب نفوسنا حسب هواها للخاطر الملائكي الاتي من اليمين او للوسواس الشيطاني الاتي من الشمال بما يلائم اختيارنا الباطن وبمايشاكل حقيقتنا‏.‏
ثم ياتي الفعل كالبصمه ليوكد هذه الحقيقه ويسجلها في كتاب الاعمال‏.‏
ويقول القران ان هناك نسخا من هذا الكتاب
انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون‏(29‏ ـــ الجاثيه‏)‏ فقد اراد الله ان يسجل علينا كل شيئ‏..‏ وكلها امور تدل علي ان هناك وقفه حساب وان هناك حكومه الهيه سوف تفصل في مصائرنا وان الحياه لم تخلق سدي‏.‏
وصوت الضمير الفطري في داخلنا يحذرنا طول الوقت من هذا المصير وهو شاهد لا يكذب‏..‏ انها ليست تمثيليه ولكنها مشاعر حيه معاشه يشعر بها كل منا في باطنه‏.‏
والكواكب التي تجري في افلاكها منذ الازل والنجوم التي تسبح في مداراتها منذ بلايين السنين والشموس التي تشرق وتغرب بحساب دقيق وعالم النبات وعالم الحيوان وعالم البحار تشهد كلها باداره مذهله وخالق عليم حكيم لا تفوته فائته فكيف يهرب مجرم من حسابه‏..‏ واين يهرب والكون كله ملك لله بلا شريك‏..‏ وعين الله ساهره لا تنام ويد الله تطول كل مخلوق‏..‏ وهو الخالق بكلمه والمميت بكلمه والرازق بكلمه وهو الذي يسير الزلازل ويفجر البراكين ويرسل الصواعق وهو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيئ محيط‏..‏ فاين منه المهرب‏..‏ واين منه الفرار‏..‏ واين يكون ذلك الفرار والعالم كله عالمه والملك كله ملكه وعينه ساهره لا تنام‏.‏
ان الايمان موروث فطري بسيط
والكفر يحتاج الي افتعال وعناد بحجم الجبال وتعام عن حقائق كالنور وضوحا‏.‏
وكان الانسان اكثر شيئ جدلا
وقد غرق اصحابنا في الجدل وتعاموا عن امور كالصبح في اشراقها وخلقوا لانفسهم فلسفات وافتعلوا المبررات‏.‏
والكافر معاند ومكذب ومتمرد وخارج عن الصف بطبيعته‏.‏
والشذوذ كله مله واحده‏.‏
وصراع قابيل وهابيل مستمر من الازل وهو الان حروب مشتعله وترسانات نوويه واسلحه كيميائيه وميكروبيه‏..‏ وارهاب ورعب دائم‏..‏ نطالعه كل يوم اول ما نفتح اعيننا علي الصحيفه اليوميه واول ما نفتح اذاننا علي الاخبار‏.‏
ومراد الله بهذا ان يكون كل يوم من ايامنا امتحانا وكل لحظه ابتلاء‏.‏
وقد اجمع العالم شرقه وغربه علي اتهام الاسلام بانه السبب في كل هذه القلاقل والموجات الارهابيه واتخذوا لانفسهم دميه من القطن يضربونها ويسددون لها السهام‏..‏ هي المسلم الغلبان في كل مكان‏.‏
وقال نيكسون‏:‏ انتهت الشوعيه ولم يعد لنا عدو سوي الاسلام‏.‏
وفي اللحظه التي اكتب فيها هذه السطور تكتسح الدبابات الروسيه اراضي الشيشان وتمطر جروزني بالصواريخ‏..‏ ويستنجد الشيشان بالدول الاسلاميه ولا مجيب‏..‏ فالمسلم الغلبان كثير الصياح كثير الكلام كثير الاعتراض قليل الافعال والعرب لا يجتمعون علي راي‏.‏ ويستنجد الشيشان بالبابا
ولا اجد سوي دعاء موسي لربه حينما حاصره الفراعين والزبانيه قساه القلوبربنا انك اتيت فرعون وملاه زينه واموالا في الحياه الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس علي اموالهم واشدد علي قلوبهم فلا يومنوا حتي يروا العذاب الاليم‏(88‏ ـ يونس‏).‏
وبين الف مليون مسلم سوف يوجد ولا شك مسلم واحد مقبول الدعاء,‏ والامل في الله كبير
ويزداد الاقبال علي الاسلام في الغرب وتتضاعف اعداد الداخلين في الاسلام كل يوم رغم انكسار شوكه المسلمين وتفرقهم وهوانهم‏..‏ وهو امر غير مفهوم‏..‏ ولله في ذلك حكمه‏,‏ فهو يقيم حجته علي الكفار فله سبحانه الحجه البالغه‏.‏
وانتشار الاسلام والاقبال عليه في هذه الظروف هو اللامعقول بعينه وهو الحجه البالغه بعينها وهو اللمسه الالهيه الحانيه التي يمر بها علي قلوب الضعفاء لتطمئن‏..‏ وكانما يقول للمسلمين المخذولين‏..‏ انا معكم فلا تهنوا ولا تضعفوا وانتم الاعلون‏.‏
تعاليت ياربنا لا اله الا انت‏.‏
قبيله الشواذ بقلم : د‏.‏ مصطفي محمود . Reviewed by Unknown on 8:39 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

All Rights Reserved by ايجى كونت - دعوية , علمية © 2014 - 2015
Powered By Blogger, Designed by Sweetheme

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.